العائلات الصومالية المغتربة في بريطانيا تعيد أبناءها للصومال إنقاذًا لحياتهم
تقرير خاصة لوكالة شهادة الإخبارية
سلطت الصحافة البريطانية الضوء مؤخرًا على ظاهرة إرسال العائلات الصومالية لأبنائها من بريطانيا إلى الصومال، لحمايتهم من الجرائم التي تهدد حياتهم هناك.
وفيما يعتبر بعضهم أن الخبر من قبيل المزاح أن يُنشد الأمن في الصومال بدل بريطانيا يؤكد المراقبون أن هذه حقيقة واقعة بالفعل وتعيشها الجالية الصومالية المغتربة في بريطانيا.
وقال أحد الصوماليين المغتربين في شمال لندن بحسب ما نقلت صحيفة ديلي نايشن الكينية: “لقد سافر مئات الأطفال إلى الصومال وكينيا بسبب تصاعد معدلات جرائم الطعن في بريطانيا وخاصة في العاصمة لندن”.
عصابات المخدرات
وبحسب صحيفة الأوبزرفر البريطانية، فقد سافرت أحد الأمهات الصوماليات إلى مبومباسا لمنع ابنها البالغ من العمر 19 عامًا من العودة إلى بريطانيا لتلبية دعوة عصابات تعمل معه، وقالت الأم: “أنا خائفة جدًا مما قد تفعله هذه العصابات بابني إن عاد لبريطانيا”.
طفل صومالي آخر يبلغ من العمر 15 عاما أرسل إلى الصومال بعد أن طعن صديقه في إزلينغتون في لندن وذلك لأنه سمع عبارة: “أنت التالي!”
ويسود القلق من عصابات المخدرات والشبكات الإجرامية التي تستخدم الشباب لنشر مخدراتهم من المدن إلى المناطق الريفية.
وما يثير قلق الخبراء بشكل كبير هو الارتفاع الحاد في معدلات استخدام السكاكين كأسلحة، وإشراك المراهقين في قيادة هذه الجرائم كقتلة أو استهدافهم كضحايا بشكل متزايد.
بلغة الأرقام
وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن جرائم القتل في جميع أنحاء بريطانيا قد ارتفعت من
649 في عام 2017 إلى 739 في عام 2018، بزيادة قدرها 14 %.
كما ارتفعت معدلات الجريمة باستعمال السكين في لندن وحدها بشكل لافت، حيث تم عد 28 طعنة، 17 منها كانت قاتلة وهذا في الفترة الممتدة بين 1 يناير و 10 مارس من هذا العام فقط.
وكانت جودي تشيسني البالغة من العمر 17 عامًا آخر من طعن في هذا الإحصاء، حيث طُعنت في الظهر أثناء تواجدها في ملعب للأطفال في رومفورد، في شرق لندن.
وحبس مانويل بتروفيتش، البالغ من العمر 20 عامًا وصبي آخر يبلغ من العمر 16 عامًا في السجن الاحتياطي بتهمة القتل، وقد كانا يجهشان بالبكاء أثناء إجراءات المحاكمة .
حالة طارئة
وفي عام 2019 سجلت الإحصاءات أول عملية طعن في لندن في الساعة الرابعة صباحًا في يوم رأس السنة الميلادية الجديدة عندما طعنت شارلوت هوجينز البالغة من العمر 33 عامًا، طعنت حتى الموت. وقد اتهم رجل بقتلها.
ثم في حادثة أخرى طعن مراهق بسبب “إمعانه النظر ” في مهاجمه.
وتشهد الساحة البريطانية جدلًا ساخنًا بشأن العنف، وقال وزير الداخلية “ساجيد جافيد”: “يقتل شباب في جميع أنحاء البلاد. لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه، لا بد أن نوحد الجهود لنضع نهاية لهذا العنف الذي لا معنى له”.
وتعالت الأصوات المطالبة بزيادة أعداد الشرطة بعد خفضها بشكل كبير بسبب برنامج التقشف الحكومي. وقال اللورد “هوجان هاو” المفوض السابق لشرطة العاصمة: “ينبغي تعيين شخص مسؤول للتعامل مع مشكلة العنف، كما ينبغي أن يكون هذا الشخص ذكيًا في طريقة إنفاق الأموال، وخاصة مع الزيادة في أعداد الشرطة”.
من جانبه أعلن متجر Asda بأنه سيتوقف عن بيع سكاكين مطبخ منفردة، في حين يرى علماء الاجتماع أن هناك حاجة ماسة لإجراء تغيير على نطاق وطني لمعالجة ما وصفه “ديفيد جاميسن” مفوض شرطة “ويست ميدلاندز”، بأنها “حالة طوارئ وطنية”.
وأمام هذا الخطر تجد العائلات الصومالية نفسها مهددة بخسارة أرواح ومستقبل أبنائها في بريطانيا فتفضل إرسالهم إلى الصومال الوطن الذي تراه أكثر أمانا على أبنائها من بريطانيا التي لجأت لها.