الطيران الأمريكي يقصف مدنيين في مدينتي جلهريري وجلعد وسط الصومال ونساء وأطفال من بين الشهداء والجرحى (صور)
نفذت الطائرات الأمريكية قصوفات على مدينة جلهريري بولاية جلجدود وسط الصومال، بعد منتصف ليلة أمس وبعد صلاة الفجر اليوم الخميس، ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى مدنيين.
كما شهدت مدينة جلعد وسط الصومال اليوم أيضا، استشهاد امرأة وأحد موظفي شركة هرمود للاتصالات وإصابة شخصين آخرين في قصف استهدف المدينة صباح اليوم.
ونفذ الطيران الأمريكي القصف الأول في مدينة جلهريري بعد منتصف الليل على أهداف مدنية، وكان أهل المدينة نيام أثناء القصف، وبعد صلاة الفجر، اجتمع السكان لمشاهدة آثار الدمار الذي خلفه القصف الأمريكي، لكنهم تفاجأوا بالطائرات الأمريكية ترجع من جديد وتستهدف التجمع السكاني الذي كان يقف عند مكان القصف الأول لمعاينته، وبينهم نساء وأطفال.
وأكد شهود عيان لوكالة شهادة أن الطائرات الأمريكية قصفت التجمع السكاني بشكل متعمد وبينهم نساء وأطفال ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم.
وأكد شهود عيان للوكالة أن جميع من قتل معروفون في المدينة وهم من المدنين، حيث قتل في هذا القصف موظف في شركة الاتصالات، ومؤذن، ومعلمان في المدرسة، وأطفال، إضافة إلى إصابات كانت كلها بين النساء.
وبحسب شهود عيان، قتل في القصوفات الأمريكية على مدينة جلهريري كل من:
-
حسين معلم بشير، البالغ من العمر 10 سنوات.
-
عبد الله عبد السلام حمد البالغ من العمر 14 سنة.
-
عبد الكريم سنبقلي، أحد موظفي شركة صومتيل للاتصالات.
-
عبد الرحمن أحمد عراي، مؤذن في مسجد “معلم بشير”
-
معلم محمد آدم، مدرس في مدرسة في المدينة.
-
معلم عبد الفتاح عبد الله، مدرس في مدرسة في المدينة.
أما الجرحى فـجميعهن نساء:
-
مائدة يوسف عبد الله.
-
إكرام عبد السلام جمد.
-
آمنة عثمان محمود.
يأتي هذا القصف ليؤكد مرة أخرى على درجة استهانة الإدارة الأمريكية بدماء المدنيين في الصومال، وعدم تفريقها بين المقاتل والساكن في الولايات الإسلامية التي تحكم بالشريعة الإسلامية. إضافة إلى دور الحكومة العميلة في تمرير هذه الجرائم بدون حساب أو اعتراض.
فقد ادعت الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب أن القصف استهدف مقاتلي حركة الشباب المجاهدين مع أن شهود عيان من مدينة جلهريري أكدوا أن هذا الادعاء كاذب تماما، وأن القتلى والجرحى كانوا جميعا من سكان المدينة.
وحصلت وكالة شهادة على صور لقتلى القصف الأمريكي تؤكد على أن القتلى والجرحى من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.
والأمر نفسه مع مدينة جلعد حيث استشهدت امرأة وموظف في شركة الاتصالات وأصيب شخصان آخران جميعهم من المدنيين.
استهتار ولا مبالاة بحياة المدنيين
وتأتي هذه القصوفات اللامبالية بعد أسبوعين من حث النائبة سارة جاكوبس البنتاغون على تعويض عائلة ضحايا غارات الطائرات بدون طيار من المدنيين بعد تجاهل الإدارة الأمريكية لهم، بحسب ما نشر موقع أنترسبتت.
فعلى الرغم من اعتراف الولايات المتحدة بقتل مدنيين في هجوم عام 2018 في الصومال، إلا أن البنتاغون لم يعتذر ولم يعرض تعويضا. وتكرر الأمر في الكثير من القصوفات الأمريكية التي راح ضحيتها مدنيون وتم التكتم على قضاياهم طويلا.
وحثت النائبة سارة جاكوبس، الديمقراطية من كاليفورنيا، البنتاغون على التعويض الفوري لعائلة صومالية بعد تحقيق أجراه موقع أنترسبت في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار عام 2018 في الصومال، أسفرت عن مقتل امرأة وابنتها البالغة من العمر 4 سنوات. وأعلنت حينها الإدارة الأمريكية أن الأهداف مقاتلين لحركة الشباب المجاهدين كما تدعي دائما في بياناتها الإنشائية زاعمة عدم وقوع ضحايا مدنيين.
وتأتي دعوة سارة جاكوبس للتحرك في أعقاب رسالة مفتوحة في ديسمبر/كانون الأول من عشرين منظمة لحقوق الإنسان – 14 منظمة صومالية و10 منظمات دولية – تدعو وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن إلى تعويض الأسرة عن الوفيات. وتسعى الأسرة أيضا للحصول على تفسير واعتذار.
والأسر الصومالية التي خسرت أحباءها في القصوفات الأمريكية لا تجد إجابات على هذا الاستهتار الأمريكي واللامبالاة بأرواح المسلمين إلا أنه العداء والحقد الذي يغذي الصراع في الصومال.
في عام 2022، بعد التدقيق المتزايد في قتل الجيش الأمريكي للمدنيين؛ خلصت التقارير إلى عدم الإبلاغ عن الخسائر غير القتالية؛ إخفاقات المساءلة؛ والإفلات التام من العقاب في أفغانستان، ليبيا، العراق، الصومال، سوريا، اليمن، وأماكن أخرى، ورغم تعهد البنتاغون بالإصلاحات لا يزال الطيران الأمريكي يحصد أرواح المسلمين المدنيين في الصومال بقصوفات مباشرة ثم يخرج بيانات عن استهداف مقاتلي حركة الشباب المجاهدين المزعوم.
ويرى المراقبون أن استمرار الإدارة الأمريكية في الاستهانة بدماء الصوماليين بهذا الشكل هو الذي يقوي مصداقية رسالة حركة الشباب المجاهدين ويكسبها مزيد تجنيد في صفوفها ويطيل أمد الصراع بسخط ورغبة في الانتقام من الأمريكيين وكل من يحالفهم ويساعدهم.
قصوفات انتقامية
كما يرى المراقبون تفسيرا آخر للقصوفات الأمريكية على المدنيين، ويصنفونها في خانة القصوفات الانتقامية الغاضبة لخسائرهم، حيث تمكن مقاتلو حركة الشباب المجاهدين يوم الأربعاء من تنفيذ هجمات كاسحة على قواعد القوات الخاصة الصومالية التي دربتها القوات التركية والأمريكية.
وبحسب بيان القيادة العسكرية لحركة الشباب المجاهدين:”شن المجاهدون (صباح يوم الأربعاء) هجمات كاسحة على 5 قواعد للمرتدين في منطقة عاد بولاية مدق وسط الصومال، 3 منها كانت في داخل المنطقة، واثنتان في ضواحيها، 4 قواعد منها كانت للقوات الخاصة المدربة من قبل الأتراك والمعروفة بـ “جرجر” بينما كانت القاعدة الخامسة مشتركة للقوات الخاصة المدربة أمريكيا والمعروفة بـ “دناب” والميليشيات الحكومية بالإضافة إلى ميليشيات إدارة جلمدق”.
وأضاف البيان: “وكان مجموع عدد القوات الخاصة وميليشيات حكومة الردة الذين كانوا يتمركزون في القواعد الخمس 1350 عنصرا مدججين بأنواع الأسلحة والآليات العسكرية وكانوا جزءا من الحملة العسكرية المحاربة لشرع الله والتي يقودها الصليبيون والمرتدون في المناطق الواقعة في جنوب ولاية مدق الإسلامية.”
وبحسب ما أوضح البيان:”الهجوم تم من عدة محاور على القواعد العسكرية، وبعد معركة لم تستمر طويلا تمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من بسط سيطرتهم الكاملة على القواعد الخمس في منطقة عاد، وكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد حيث قتل منهم أكثر من 191 عنصرا وإصابة عدد أكثر، وأسر آخرين”.
وجاء في ختام البيان:”كما تمكن المجاهدون من اغتنام جميع الآليات والمعدات والعتاد العسكري في القواعد الخمس”.
ويبدو أن حجم الخسائر الكبيرة في صفوف القوات الخاصة الصومالية، وحجم الغنائم الكبير أيضا الذي استولى عليه مقاتلو حركة الشباب المجاهدين، قد أفقد القيادة الأمريكية عقلها وانتقمت من المدنيين الذين يرفضون العيش تحت نظام غير نظام الشريعة الإسلامية.