الدفاع المدني يتوقف عن العمل بالكامل في شمال غزة وإبادة جماعية تتكشف بتواطؤ أمريكي
أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، فجر الخميس، توقف عمله كاملا في محافظة الشمال، عقب اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 من عناصره واستهداف 3 آخرين بشكل مباشر، وقصف مركبة الإطفاء الوحيدة شمال القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة أنس الشريف بإصابة عدد من طواقم الدفاع المدني في بيت لاهيا شمال القطاع بعد استهدافهم بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة
وأضاف المراسل أن طائرات الكواد كابتر حلقت فوق سيارات الدفاع المدني في بيت لاهيا وطالبتهم بترك سيارات الإطفاء والإسعاف والتوجه لنقطة الجيش في محيط المستشفى الإندونيسي، قبل أن تقوم طائرة مسيرة بقصفها.
وقال عناصر الدفاع المدني في مؤتمر صحفي “لقد توقف عملنا كليا في محافظة الشمال، والوضع أصبح كارثيا هناك، والمواطنون الموجودون باتوا من دون خدمات إنسانية”.
وأضاف أحد عناصر الدفاع المدني في المؤتمر “لقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الموجودة في منطقة الشيخ زايد 5 من عناصرنا واقتادتهم إلى مكان مجهول”.
وأوضح أن دبابة إسرائيلية استهدفت بقذائفها مركبة الإطفاء الوحيدة في شمال القطاع، وأضرمت النيران فيها، مؤكدا انقطاع الاتصال بـ 3 من عناصر الدفاع المدني بعد أن استهدفتهم طائرة إسرائيلية مسيرة قبل ساعات في بيت لاهيا.
ويتواصل القصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من شمال قطاع غزة بالتزامن مع استمرار مساعي جيش الاحتلال بإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
“الإبادة الجماعية تتكشف”
قتل الاحتلال ما لا يقل عن 640 فلسطينيا في شمال غزة منذ أن فرض حصارا على المنطقة قبل 17 يوما، 33 منهم منذ فجر يوم الاثنين، حسبما ذكرت مصادر طبية لقناة الجزيرة.
“الإبادة الجماعية تتكشف في شمال غزة في أوضح أشكالها، على مرأى ومسمع من العالم”، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان يوم الأحد.
وأضافت أن “جيش الاحتلال يجبر سكان شمال غزة إما على الفرار تحت القصف أو مواجهة القتل فيما يشبه دائرة الموت المحقق”، مضيفة أن فشل المجتمع الدولي في وقف “حرب الإبادة هذه شجع إسرائيل على مواصلة حملتها المميتة”.
وتداول الناشطون شهادات من داخل جباليا، ومن بينها، ما قصته امرأة من جباليا حيث قالت: “أخذوا جميع الأطفال من أمهاتهم ووضعوهم داخل ما يشبه الحلبة أو الحفرة وجائت الدبابة لتلتف حولهم مراراً حتى غطتهم بالغبرة و الرمال وسط صراخ من الأطفال وعويل الأمهات بعد ذلك جاء الجنود وقاموا برمي الأطفال اتجاه تجمع الأمهات و من تلتقط طفلاً عليها أن تحمله و تبتعد بسرعة و ليس شرطاً أن يكون ابنها.
الكثير من الأمهات حملوا أطفالاً ليسوا بأطفالهم و أجبروا على الخروج تاركين أطفالهم بيد أمهات غيرهم، و هنا يبدأ فصل جديد من المعاناة لبحث الأم عن طفلها بيد أمرأة أخرى و تهدئة الطفل الذي بين يديها لحين العثور على أمه”.
وبدعم أمريكي واسع وعلى مرأى من العالم كله، يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة خلّفت حتى ظهر أمس الثلاثاء 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية العالمية.
وكالات