الحكومة الصومالية: عدة زيارات بهدف واحد

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

أجرى مسؤولون من الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب عددًا من الزيارت لكل من بوروندي وجيبوتي والسعودية، لكسب الدعم والتأييد من هذه الحكومات في وقت أعلن فيه الإتحاد الإفريقي عن سحب عدد من قواته في الصومال.

 

بوروندي

وقد زار الرئيس الصومالي محمد عبد الله “فرماجو” هذا الأسبوع بوجومبورا للقاء الرئيس البوروندي بييري نيكورونزيزا.

 

الزيارة التي وصفت بـ”زيارة المواساة” جاءت على إثر خلاف بين بوروندي وبين الاتحاد الإفريقي الذي طالبها بسحب ألف جندي من جنودها من الصومال، وهو القرار الذي اعترضت عليه الحكومة البوروندية وطالبت أن يتم سحب الجنود بشكل نسبي من جميع القوات المشاركة في البعثة، وأنه من الظلم أن يتم سحب جميع الجنود البورونديين دون غيرهم.

 

من جهته اعتبر الإتحاد الإفريقي القرار صادرا من مجلس الأمن الدولي منذ العام الماضي وأن على بوروندي السمع والطاعة. ومع ذلك يصر الرئيس البوروندي على دعوته إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة هذا القرار.

 

ويرى المراقبون زيارة فرماجو إنما جاءت لتقوية الصوت البوروندي المعارض لسحب القوات من الصومال أساسا، حيث قال رئيس بوروندي : “هناك قرار اتخذ من قبل مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ونعرف أن الصومال لم يكن راضيًا عنه، وهذا هو السبب وراء الدعوة إلى عقد قمة عاجلة، حتى يمكن إعادة النظر في القرار”.

 

ويجدر الإشارة إلى أن الحكومة البوروندية تتشبث ببقاء جنودها في الصومال للاستفادة من الأموال التي تحصل عليها مقابل ذلك، إذ تحصل البلاد على ملايين الدولارات تنعش باستمرار اقتصادها الفقير وسحب الجنود البورونديين يعني انقطاع مصدر من أهم مصادر العملة الصعبة في بوروندي.

 

جيبوتي

زيارة أخرى قام بها فرماجو مباشرة بعد خروجه من بوروندي، هذه المرة إلى جيبوتي حيث التقى الرئيس إسماعيل عمر جيلة، لأجل مناقشة قرار سحب القوات والتحديات وسبل التعاون بين الحكومتين لقتال حركة الشباب المجاهدين.

 

ورافق فرماجو في زيارته وزير الدفاع حسن محمد علي ومستشاره للأمن القومي عبدي سعيد موسى علي وقائد الجيش الصومالي اللواء طاهر آدم علمي.

 

وتشارك جيبوتي بقوات في بعثة الإتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم” وهي متواجدة في ولاية هيران وسط البلاد.

 

إثيوبيا

ثم ما لبث أن انتهى من زيارته لجيبوتي، انتقل فرماجو إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث التقى رئيس الوزراء أبي أحمد، لمناقشة نفس القضايا الأمنية والسياسية التي خرج لأجلها ومن معه لبوروندي وجيبوتي .

 

ويرى المراقبون أن فرماجو يبحث عن حل بديل في حال ما سحبت جميع قوات أميصوم في البلاد واضطر لاستلام ملف الأمن بنفسه مع ضعف ميليشياته التي لا تملك القدرة ولا الجاهزية لتولي مثل هذا الحجم من المسؤولية.  أو على أقل تقدير يريد الرئيس الصومالي أن يضمن مساعدة هذه الدول في مساندته بعد تقليص عدد جنود أميصوم أو الضغط على الأمم المتحدة للتراجع عن قرار سحب القوات.

 

ويؤكد المراقبون أن الحكومة الصومالية لا يمكنها الصمود دون الدعم الدولي المتواصل لها بكل أشكاله، وبقاءها مرهون ببقاء هذا الدعم.

 

وجاء قرار سحب القوات من الأمم المتحدة بسبب مشاكل في التمويل في وقت يرى مجلس الأمن للأمم المتحدة أن على الحكومة الصومالية تحمل مسؤولية السيطرة على الصومال بعد كل ما تم تقديمه لها من دعم عسكري ومادي ولوجستي وسياسي.

 

السعودية

وفي الوقت الذي يسافر فيه فرماجو ومرافقيه بين الدول الإفريقية، زار كل من نائب رئيس الوزراء الصومالي مهدي غوليد ووزير المالية عبد الرحمن دعالي بيلى ووزير الثروة الحيوانية حسين محمود شيخ العاصمة السعودية الرياض.

 

وبحسب  بيلي  فإن الهدف من الزيارة  هو الحصول على  إعفاء الديون ودعم الميزانية وتصدير المواشي من الصومال إلى السعودية.

 

واستقبل الوفد الصومالي من قبل وزير الخارجية السعودي، إبراهيم بن عبد العزيز العساف، في ديوان الوزارة بالرياض .

 

ويجدر الإشارة إلى أن السعودية أعلنت حظرا على استيراد المواشي من الصومال فيما تتحدث التقارير عن قرار جديد برفعه دون الشروع فعليا في الاستيراد.

 

وتأتي هذه الزيارة في وقت تهيمن فيه قطر على حكومة فرماجو وسط تنديدات من الإدارات الإقليمية الموالية للإمارات والسعودية. ما يعكس درجة الضعف التي تعاني منها الحكومة والتي تستجدي المساعدة من الجميع وإن كان بعضهم أعداء لبعض.

 

وفي سياق متصل استدعت وزارة الخارجية الصومالية الدبلوماسيين العاملين في قنصليتها في مدينة جدة بالسعودية. وطالبتهم بالعودة إلى ديوان الوزارة خلال مدة أقصاها 30 يوما من تاريخ وصول الاستدعاء دون توضيح أسباب ذلك.