الحكومة الصومالية عاجزة عن الاستغناء عن القوات الأجنبية فيما أمست حركة الشباب المجاهدين أقدر على الصمود وأكثر تطوراً وتجنيدا
قال تقييم أعده الاتحاد الإفريقي أن حركة الشباب المجاهدين تظهر تفوقا عسكريا وتبتكر طرقاً جديدة لاستخدام العبوات الناسفة محلية الصنع في هجماتها.
ويقول التقييم إن هذه الجماعة لديها نظام استخبارات قوي وتستخدم بيانات جغرافية متاحة للجميع في التخطيط لشن هجماتها. وذكر الاتحاد الإفريقي أنها شكلت تدريجياً قوة شرق إفريقية من المقاتلين الأجانب تُعرف باسم المهاجرين، ومعظم هؤلاء المهاجرين من الدول الواقعة في شرق ووسط إفريقيا.
وشنت القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها هجوماً شرساً على حركة الشباب المجاهدين في عام 2022، سرعان ما باء بالفشل وتكبدت القوات الحكومية انتكاسة عسكرية مثخنة، في حين استمرت الحركة في الضرب في قلب معقل الحكومة، ووصلت هجماتها القصر الرئاسي في مقديشو.
وتسلط الهجمات الضوء على قدرة حركة الشباب المجاهدين على الصمود في مواجهة الضغوط العسكرية وتؤكد مخاوف الخبراء، مثل السفير محمد الأمين سويف، رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (أتميس)، إذ يعتقد أن قوات الأمن الصومالية ستحتاج إلى عدم التخلي عن مساعدة القوات الدولية لها بعد مغادرة البعثة البلاد في نهاية العام. بحسب التقارير.
وقال عمر محمود، المحلل الأول المختص بشؤون شرق إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “لا يتوافق ما يطمح إليه أهل السياسة للمرحلة الانتقالية قط مع ما يحدث على أرض الواقع”.
وتسلَّم الجيش الوطني الصومالي 22 قاعدة من أتميس واستعاد بعض الأراضي، ولكن يؤمن محمود بالحاجة إلى مزيد من الوقت لمواصلة تطوير قطاع الأمن الصومالي. وأضاف قائلاً: “من المحتمل ألا يستغني الصومال عن مساعدة القوات الأجنبية له في العامين المقبلين على الأقل خشية الانتكاسة الأمنية”.
وقالت روث نماتوفو، زميلة الأبحاث في معهد البحوث والتكامل السياسي في إفريقيا بجامعة شمال إلينوي، إن الانسحاب “يجري دون خطة واضحة، وتختلف الأجندات باختلاف الأطراف المعنية”.
وأوضحت أن صفحات التاريخ توضح أن الفترة التي تُسلم فيها مسؤوليات الأمن من بعثة دولية إلى قوات محلية تكون محفوفة بمخاطر شديدة، وقالت: “يحاول الصومال تفادي مثل هذه العواقب بتقليل مخاطر الاستغناء عن القوات الأجنبية دفعة واحدة فيما أمست حركة الشباب أقدر على الصمود وأكثر تطوراً وكثرت أعدادها”.
وإذ يستمر القتال بين القوات الدولية وحركة الشباب المجاهدين، تتخذ الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب تدابير لاجتثاث المحتوى الجهادي من على الإنترنت، فتستهدف المواقع الإلكترونية وحسابات وسائل الإعلام الاجتماعي المرتبطة بالحركة بمساعدة شركات التكنولوجيا ووكالة المخابرات والأمن الوطني.
وعلى صعيد متصل، أجرت عملية أتلانتا التابعة للاتحاد الأوروبي مع إدارة وخفر السواحل التابع للبحرية الصومالية، أنشطة تدريبية. وشلمت التدريبات مع إدارة خفر السواحل تقنيات الزيارة والصعود والتفتيش والمصادرة، كما تضمنت إجراءات تحديد هوية الأفراد واحتجازهم.
وأشار بيان صادر من عملية أتلانتا إلى أن التدريبات مع خفر السواحل ركزت على الإسعافات الأولية ومكافحة الحرائق وتقنيات الملاحقة المتقدمة.
وتعمل العملية التابعة للاتحاد الأوروبي قبالة السواحل الصومالية منذ عام 2008 ونجحت في الحد من هجمات القراصنة، وتُجري الآن جهود لتدريب البحرية الصومالية التي تعتمد على القوات التركية كما تعتمد بقية قطاعات الحكومة على الوجود الأجنبي.