الجيش الأمريكي يرسل جنودا وتعزيزات إلى قاعدة شرق سوريا ويقوي حضوره على السواحل اللبنانية

أرسلت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية مع مجموعة من جنود الجيش الأمريكي إلى أكبر قاعدة عسكرية لها في سوريا. وقال الناشط وسام العكيدي، من ريف محافظة دير الزور، لـ«العربي الجديد»، إن طائرة شحن عسكرية تابعة للقوات الأمريكية تعمل تحت مظلة التحالف الدولي وصلت مساء الخميس إلى قاعدة التحالف في حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور السورية، قادمة من قواعد التحالف الدولي في إقليم كردستان العراق.

وأكد العكيدي أن طائرة الشحن الأمريكية التي هبطت في قاعدة حقل العمر النفطي كانت تحمل معدات عسكرية وذخائر، بالإضافة إلى 50 جنديا أمريكيا للاستعداد لإجراء تدريبات عسكرية مكثفة داخل القاعدة خلال الأيام المقبلة. وأشار إلى أن قوات التحالف الدولي بقيادة الجيش الأمريكي المنتشرة في قاعدة كونوكو القريبة من حقل الغاز بدأت تدريبات عسكرية على المدفعية الثقيلة، شملت غارات جوية وتدريبية من قبل الطيران الحربي الأمريكي في سماء ريف دير الزور الشمالي بعد وصول تعزيزات عسكرية إلى القاعدة. وكانت الطائرات تحمل أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية.

يزيد الجيش الأمريكي من وجوده من خلال إجراء تدريبات في قواعده في شرق وشمال شرق سوريا. ويتزامن ذلك مع انتشار الميليشيات الإيرانية على الضفة المقابلة لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي. ويأتي هذا الانتشار بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران فجر الأربعاء. وقبل ساعات، وقع اغتيال القائد العسكري البارز لحزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

تحرك أمريكي على السواحل اللبنانية

يأتي هذا التحرك الأمريكي، تقول مصادر عسكرية أمريكية، تحسباً لأي تصعيد  بين “إسرائيل” وحزب الله في لبنان وإيران. في هذا المجال، يقول مسؤول أمريكي إنه في حين أن لدى البوارج الأمريكية القدرة على المساعدة في إجلاء المدنيين في حال اندلاع حرب واسعة، لكن السبب الرئيسي لمجيئها يتعلق بقوة الردع ولتجنب توسع الصراع في المنطقة. 

 

البوارج الأمريكية حاضرة قبالة شواطئ البحر المتوسط بشكل شبه دائم

إنها ليست المرة الأولى التي تأتي فيها البوارج الأمريكية قبالة شواطئ البحر المتوسط، فهي تتناوب في المنطقة حيث يتصاعد التوتر بين “إسرائيل” والبلدان المجاورة لها، كما فعلت في حرب تموز 2006 بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، ومثلما حدث عندما أرسلت الولايات المتحدة السفينة الهجومية “يو إس إس باتان” إلى المياه المحيطة بفلسطين المحتلة بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر، مع بقاء السفينة لعدة أشهر في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​للمساعدة في توفير الخيارات ومحاولة احتواء الأوضاع.

في هذا الوقت أيضاً تعود السفينة “أيزنهاور”، المتمركزة في نورفولك بولاية فيرجينيا، إلى الولايات المتحدة بعد انتشار دام أكثر من ثمانية أشهر في مواجهة هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر. وستحل حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”، ومقرها سان دييغو، محل حاملة الطائرات “أيزنهاور”.

وفي شهر حزيران/ يونيو 2024 دخلت البارجة الحربية البرمائية USS Wasp إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تقوم سفن حربية أمريكية بمحاولة منع تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله في لبنان إلى حربٍ أوسع في الشرق الأوسط.

 

تصاعد التهديدات بين “إسرائيل” و”حزب الله”

مع تصاعد التهديدات بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في لبنان في الآونة الأخيرة، كان لا بد من أن تتأهب القوات الأمريكية البحرية لأي طارئ في المنطقة. في هذا الإطار صرّح الجنرال سي كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على لبنان سيخاطر بردّ إيراني دفاعا عن حزب الله، مما يؤدي إلى حرب أوسع يمكنها أن تعرّض القوات الأمريكية في المنطقة للخطر.

يأتي كل ذلك في الوقت الذي يتبادل فيه حزب الله والاحتلال الضربات شبه اليومية عبر الحدود منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وكالات الأنباء