البرهان من كسلا يتوعد بالقضاء على تمرد حميدتي والأخير يستخدم الطائرات المسيّرة في هجماته

وصل رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، إلى ولاية كسلا على الحدود مع إريتريا بحسب وكالات الأنباء.
وأفادت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، عبر حسابها على “فيسبوك” بأن “رئيس مجلس السيادة السوداني قال إن الجيش يقاتل في الخرطوم حتى القضاء على التمرد والعدو يعلم ذلك وقوته تتناقص”.
يأتي ذلك بعدما زار البرهان، في وقت سابق اليوم، مناطق سنكات وجبيت بولاية البحر الأحمر، وقال إن “الجيش السوداني والشعب متفقان على دحر التمرد”.
ورأى البرهان أن “الحرب الدائرة أكدت الحاجة إلى وجود جيش محترف”، معتبراً أن “تلك المسألة تضاعف واجب معاهد التدريب مستقبلًا”.
وأفادت مصادر عسكرية بأن قوات الدعم السريع تستخدم طائرات مسيرة لضرب مقر قيادة الجيش في ولاية جنوب دارفور.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن قوات الدعم السريع أنشأت قواعد في المناطق السكنية في السودان، محذرا من أن وحدة الدولة السودانية واستقرار المنطقة على المحك، وأوضح أنه حان الوقت لإلقاء السلاح.
وأدت أطراف عربية وأفريقية ودولية دور الوسيط لوقف إطلاق النار في السودان، لكنها فشلت في التوصل إلى وقف القتال بشكل دائم.

 

متطوعون من كردفان

 

 

وأعلنت مجموعات شبابية بولاية غرب كردفان الجمعة تكوين قوات احتياط من متطوعين، قوامها 6 آلاف مقاتل لدعم الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، في حين سلطت تقارير أممية الضوء على الأوضاع القاتمة لمئات الآلاف من السكان الذين تركوا مدنهم وقراهم هربا من القتال. بحسب وكالات الأنباء.
وقال متحدث باسم قوات الاحتياط الشبابية الجديدة إنها مكونة من جميع الإثنيات والقبائل الموجودة في المنطقة، وتعمل تحت إمرة القائد العام للجيش السوداني.

 

حصيلة المعارك

 

ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مما أسفر عن مقتل نحو 5 آلاف شخص ونزوح 4.6 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها. بحسب وكالات الأنباء.
كما يشتكي السودانيون الذين فروا من الحرب في بلادهم إلى تشاد من غياب الرعاية الطبية الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
ففي مدينة أدري الواقعة شرقي تشاد على الحدود مع غرب السودان، يشكو آدم موسى باخت -الذي يقول إنه يبلغ من العمر 108 أعوام- من صعوبة إيجاد العلاجات الطبية التي يحتاج إليها.
ويقول “أعاني من مرض السكري والربو.. ولم أجد (حتى الآن) سوى حقنة لتسكين الآلام”.
وباخت هو واحد من نحو 200 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنّين، لجؤوا من السودان إلى مدينة أدري.
وبعدما اضطُر كثيرون منهم إلى السير مسافات طويلة والمخاطرة بعبور الحدود مشيا لبلوغ برّ الأمان، بات هؤلاء أمام تحدٍّ يومي هو تأمين أبسط متطلبات الحياة في ظل غياب مرافق الصرف الصحي واقتصار العناية الطبية على عيادات ميدانية.
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة تزامنا مع موسم الأمطار، يتعيّن على اللاجئين مواجهة الأمراض إلى جانب النقص في المواد الغذائية ومياه الشرب.
وأبدت منظمة أطباء بلا حدود قلقها من تزايد حالات الإصابة بالملاريا مع موسم الأمطار في تشاد”، مشيرة إلى “تعرّض اللاجئين بشكل متزايد لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل الكوليرا.
وقال اللاجئ مزمل سعيد (27 عاما) الذي تطوّع في المستشفى الميداني لمساعدة اللاجئين خصوصا المسنّين والنساء والأطفال نستقبل يوميا من 100 إلى 300 مريض وأكثر لأن الأمراض كثيرة.

 

المعارك مستمرة

 

 

وأفاد مصدر في الجيش للجزيرة بأن قوات الدعم السريع تستخدم الطائرات المسيرة في الهجوم على مقر قيادة الجيش ومستشفى الشرطة بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور.
وقال المصدر العسكري إن المعارك ما زالت مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيالا، وأشار إلى أن الجيش رد باستخدام القذائف المدفعية في استهداف مواقع الدعم السريع.
وقال مصدر حكومي للجزيرة إن الأوضاع الإنسانية متدهورة في مدينة نيالا، كما أن معظم المستشفيات والمراكز الصحية مغلقة، مع ارتفاع أعداد المصابين.
كما أفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم بأن قوات الدعم السريع أطلقت اليوم قذائف هاون على محيط قيادة الجيش بالعاصمة.
ولا تزل التحركات الدولية تسعى لحسم الصراع في السودان في نظام ديمقراطي خاضع للهيمنة الغربية لكن لا يزال هدفا بعيد المنال مع استمرار الصراع بين الجنرالين المتنافسين.