الأزمات تتفاقم في إثيوبيا وسد النهضة تحت حماية إسرائيلية
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
لم يكن الانقلاب الذي جرى في ولاية أمهرة إلا حلقة من سلسلة أزمات تواجه رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد تؤكد عجزه عن ضبط سيطرته على جميع مكونات البلاد الواقعة في شرق إفريقيا.
فقد خلصت مجموعة الأزمات، مؤسسة بحثية عالمية إلى أن الخلافات في إثيوبيا تفاقمت هذا الشهر، بعد إعلان مجموعة سيداما العرقية نواياها في إعلان إقليم جديد يتمتع بحكم شبه ذاتي ما اعتبر تحدي جديد للحكومة الإثيوبية التي تجنح للتفكك رغم الجهود المبذولة من آبي أحمد ووعوده المتكررة بالنهوض بإثيوبيا.
وتمثل عرقية سيداما التي تقطن في منطقة الأمم الجنوبية نحو 5% من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 105 ملايين نسمة.
وقد أعلنت سيداما أنها ستعلن عن إقليمها الخاص في 18 من يوليو /تموز إذا رفضت الحكومة طلبهم إجراء استفتاء.
وتخشى الحكومة الإثيوبية أن تؤدي الاستجابة لطلب سيداما إلى تشجيع عرقيات أخرى لطلب الانفصال بحكم شبه ذاتي أيضا.
وفي المقابل فإن رفض الطلب يعني مزيدا من الاحتجاجات والثورة الداخلية التي قد تتطور للعنف في وقت تمر به البلاد بحالة من عدم الاستقرار والاضطراب.
وفي أول رد فعل من رئيس الوزراء آبي أحمد لمطلب سيداما قال للبرلمان في الأسبوع الماضي بأن الحكومة قد تلقت طلبهم المتعلق بإجراء استفتاء ولكنه يحثهم على التحلي بالصبر ويحذرهم من اتخاذ أي إجراءات خارجة عن القانون ومشددًا على أن الحكومة لن تساوم على وحدة إثيوبيا.
ولكن في المقابل ترى عرقية سيداما أن الدستور الإثيوبي يكفل لهم حق التصويت على إقامة إقليم مستقل كما يكفل لكل الجماعات العرقية ذلك.
ويضمن الاستقلال للعرقية جباية بعض الضرائب واختيار اللغة الرسمية في إقليمهم وامتلاك قوات أمن خاصة بهم وسن قوانين خاصة بهم أيضا في قطاعات كالتعليم وإدارة الأراضي.
وقد خرج بالفعل نشطاء من عرقية سيداما في هاواسا عاصمة منطقة الأمم الجنوبية التي يريدون أن تصبح عاصمة لحكمهم المستقل المنشود يكررون مطالبهم ويحذرون من رفضها.
ويجدر الذكر أن ثماني مجموعات عرقية أخرى على الأقل تنشد الاستقلال على غرار سيداما.
سد النهضة يرسل رسائل مقلقة
وعلى صعيد متصل بالشأن الإثيوبي، فقد وصلت نسبة الإنجاز في سد النهضة لـ67%، بحسبما صرح المهندس كيفلي هورو مدير مشروع سد النهضة ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية.
وقد بلغت تكلفة تمويل بناء السد الذي يقع في ولاية بني شنقول – غوموز، نحو 98.7 مليار بر إثيوبي حتى شهر مارس الماضي، لتفوق تقديرات الحكومة الإثيوبية الأولى للمشروع بسبب مشاكل غير متوقعة اعترضت سيره.
وتتوقع الحكومة أن ينطلق السد في الخدمة نهاية 2022 ليصبح أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا وسابع أكبر سد في العالم.
ومع أن خبر إحراز تقدم في مراحل بناء السد أثار قلق المصريين الذين يخشون من أن يؤدي تشغيل السد إلى خفض حصتهم في الثروة المائية التي يكفلها نهر النيل.
إلا أن نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر إتمام 3 طواقم تابعة للصناعات العسكرية الإسرائيلية العمل على نصب أنظمة دفاع جوية لصواريخ “سبايدر أم أر” حول سد النهضة أثار عاصفة من التساؤلات والمخاوف بشأن النوايا الإثيوبية.
ويرى المراقبون الخطوة بمثابة تمهيد للحرب ورسالة لمصر بأن قضية السد غير قابلة للنقاش وتدخل في إطار الأمن القومي لإثيوبيا تماما كما تعتبرها القاهرة تمس بالأمن القومي لمصر.