الآلاف من سكان غزة يفرون من خانيونس مرة أخرى مع شنّ الاحتلال الإسرائيلي لهجوم جديد
واصل آلاف الفلسطينيين الفرار من مدينة خان يونس الجنوبية المدمرة يوم الجمعة بعد أن شن الاحتلال الإسرائيلي هجوما جديدا وأصدرت أوامر بالإخلاء.
وفرت العائلات في مركبات وسيرا على الأقدام من الأجزاء الشرقية من المدينة، حيث عاد الكثيرون قبل أقل من أسبوعين بعد التوغل الأخير لجيش الاحتلال في يوليو.
وقدر العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة وشركاؤهم يوم الجمعة أن ما لا يقل عن 60,000 من سكان غزة ربما انتقلوا نحو غرب خان يونس بعد أمر الإجلاء الإسرائيلي الأخير.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أحدث أمر بإجلاء السكان في الأجزاء الوسطى والشرقية من خان يونس يوم الخميس جاء بعد أمرين يوم الأربعاء بإخلاء الناس في أجزاء من شمال غزة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو 43 كيلومترا مربعا من شمال وجنوب غزة تخضع لأوامر إخلاء هذا الأسبوع.
وهذه هي المرة الثالثة على الأقل التي تشن فيها القوات الإسرائيلية عملية توغل كبيرة في خان يونس، حيث قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إنهم يعتقدون أن يحيى السنوار، الزعيم الأعلى لحماس الذي عين حديثا وأحد مهندسي هجوم 7 أكتوبر على الاحتلال، قد يكون مختبئا. وتعهد الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، بالولاء للسنوار كقائد جديد لها ووعد بتنفيذ قراراته.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس أنه سيرسل مفاوضين إلى المحادثات التي دعا إليها الوسطاء في 15 أغسطس، والتي ستعقد إما في العاصمة القطرية الدوحة أو العاصمة المصرية القاهرة.
في غضون ذلك، قال قائد عسكري إيراني كبير إن طهران تعتبر الانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية واجبها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) يوم الجمعة.
وأدلى إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بهذه التصريحات في رسالة هنأ فيها يحيى السنوار على تعيينه رئيسا للمكتب السياسي لحماس وقدم تعازيه في وفاة هنية، وفقا للتقرير.
وأشار قاآني إلى “أننا نعتبر أن من واجبنا الانتقام لدماء هنية” الذي قتل في حادث “مرير” في إيران.
وقال قاآني إن “النضال البطولي” لجماعات المقاومة سيزيد من حدة تأثير العقوبة.
مع تصاعد التوترات على طول الحدود بين الاحتلال ولبنان، قتل قيادي في حماس ورفيقه يوم الجمعة في غارة جوية إسرائيلية على سيارتهما في جنوب لبنان، بحسب مصادر عسكرية لبنانية.
وقالت المصادر العسكرية، التي تحدثت دون الكشف عن هويتها، إن طائرة إسرائيلية بدون طيار أطلقت صاروخين جو-أرض على سيارة شيفروليه رباعية الدفع عند المدخل الشرقي لصيدا في عمق جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل سامر الحاج، أحد قادة حماس، وشخص آخر لا تزال هويته مجهولة.
وتصاعد التوتر في لبنان بعد قتل الاحتلال الإسرائيلي للقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر الأسبوع الماضي. وهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالانتقام.
وحث وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الدول الغربية اليوم الجمعة على الضغط على الاحتلال لوقف عدوانها وخفض التصعيد في لبنان، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين.
وأدلى بو حبيب بهذه التصريحات خلال اتصال هاتفي مع نظيره البرازيلي ماورو فييرا لمناقشة آخر التطورات في لبنان والمنطقة.
وشدد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، واصفا إياه بأنه مفتاح تهدئة الأوضاع في جنوب لبنان، ووقف الهجمات الإسرائيلية، ومنع الصراع من التصعيد إلى حرب إقليمية شاملة.
من جانبه، صرح وزير الخارجية البرازيلي بأن “إسرائيل تسعى إلى التصعيد مع لبنان وإيران لأنها لا تريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
وأضاف أن “البرازيل ستواصل العمل والتشاور عن كثب مع الحكومة اللبنانية لتحقيق وقف لإطلاق النار في جنوب لبنان”.