ارتفاع عدد قتلى سيول اليمن إلى نحو 100 ومطالب بحماية المناطق الأثرية
تسببت الفيضانات المدمرة الناجمة عن الأمطار الغزيرة في اليمن في مقتل 97 شخصا على الأقل خلال الشهر الماضي، وفقا لهيئة تابعة للأمم المتحدة.
وتحاول فرق الإنقاذ المحلية الوصول إلى المناطق المتضررة من الأمطار والتي تفاقمت بسبب ثلاثة انفجارات للسدود، حسبما ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في آخر تحديث لها يوم الجمعة إن الفيضانات في منطقة مالهان الغربية أثرت على أكثر من 56,000 منزل وشردت أكثر من 1,000 أسرة.
وتشمل المناطق الأكثر تضررا الحديدة وحجة والطويلة ومأرب.
وأدت الطرق غير السالكة إلى عزل المناطق المتضررة وعرقلة جهود الإنقاذ.
وقد تأثرت أكثر من 33,000 أسرة في جميع أنحاء البلاد بالفيضانات منذ بدء موسم الرياح الموسمية في منتصف يوليو.
وقالت المفوضية إن ما يقرب من عقد من الحرب في اليمن أدت إلى نزوح أكثر من 4.5 مليون شخص داخليا أو 14٪ من السكان.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة التي طال أمدها في البلاد بأنها “واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”، حيث أن 85٪ من الأسر المتضررة، التي يعيش الكثير منها في مواقع رسمية وغير رسمية للنازحين داخليا، غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية اليومية.
دمرت الحرب الأهلية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وميليشيات الحوثيين التابعة لإيران، البنية التحتية الحيوية والرعاية الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، أدى تغير المناخ أيضا إلى زيادة وتيرة وكثافة هطول الأمطار في المرتفعات اليمنية – التي يسيطر المتمردون الحوثيون على الكثير منها.
وقالت المفوضية: “لقد ضاعفت هذه الكارثة، التي تضاف إلى الأزمة المستمرة في اليمن، من معاناة الملايين”.
“لقد تم طمس البنية التحتية الحيوية، وجرفت الملاجئ، وغمرت المياه الأراضي الزراعية. الذخائر غير المنفجرة التي اكتشفتها الفيضانات تشكل تهديدات إضافية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني”.
وأضافت “لا يمكن للعالم أن يتغاضى عن أزمة اليمن بعد الآن”.
وتشهد معظم محافظات اليمن، منذ أواخر يونيو/ حزيران الماضي، هطولًا غزيرًا للأمطار وتدفق سيول جارفة فاقمت المأساة الإنسانية الناجمة عن الحرب، وبخاصة في محافظات الحُديدة، حجة، وريمة، والمحويت، بالإضافة إلى محافظات مأرب وصعدة وتعز وصنعاء وغيرها.
مطالب بحماية المناطق الأثرية
كما ألحقت الأمطار الغزيرة أضرارًا بالمواقع الأثرية والمُدن التاريخية، بما فيها مدينتا صنعاء وزبيد المدرجتان في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
ووجهت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من خلال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، نداء استغاثة إلى المدير العام لمنظمة اليونسكو، أودري أزولاي، ومدير مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، صلاح خالد، “للتدخل العاجل لصون وحماية المناطق الأثرية المتضررة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت عدداً من المدن التاريخية الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين”.
ووفق وكالة الأنباء الحكومية، قال الإرياني في رسالة المناشدة: “إن التقارير الميدانية تؤكد تعرض مجموعة من المدن اليمنية التاريخية للدمار جراء الأمطار الغزيرة والسيول المدمرة بسبب المنخفض الجوي ـ الذي ضرب اليمن في الأيام الماضية، وأهمها مدينتا صنعاء وزبيد المدرجتان على قائمة التراث الإنساني العالمي”.
وأضاف الإرياني أن “السيول تسببت في سقوط الجزء العلوي من الواجهة الشمالية لقلعة زبيد التاريخية، وكذا تأثر العديد من المنازل التاريخية في صنعاء القديمة بالسيول، وأصبحت معرضة للسقوط والانهيار، إضافة إلى سقوط أحد قصور صنعاء القديمة، كما حدثت عدة انهيارات في قلعة رداع التاريخية”.
واعتبر أن “الوضع الراهن مع استمرار تدفق السيول التي اجتاحت عدداً من المدن التاريخية يستدعي التدخل العاجل لصون وحماية هذه المناطق الأثرية المتضررة، وإعادة ترميمها لضمان الحفاظ على هذا التراث الإنساني القيم للأجيال القادمة، كون هذا الدمار يمثل خسارة كبيرة للتاريخ والثقافة اليمنية والإنسانية ككل”.
وكانت هيئتا المحافظة على المدن التاريخية والآثار والمتاحف في مناطق سيطرة الحوثيين قد وجهتا الأسبوع الماضي نداءي استغاثة للمنظمات الدولية، للتعاون العاجل في سبيل إنقاذ المدن التاريخية والمعالم الأثرية من تأثير الأمطار الغزيرة.