إصدار جديد لحركة الشباب المجاهدين بعنوان “فذرهم وما يفترون” يكشف حقيقة الحرب الإعلامية

نشرت مؤسسة الكتائب، الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين، الحلقة الأولى من إصدار مرئي بعنوان “فذرهم وما يفترون” باللغة الصومالية، يعرض محتواه في نحو 37 دقيقة.
وسلطت الحلقة الأولى من هذا الإصدار الضوء على الحملة الإعلامية والفكرية التي يشنها الإعلام الغربي وإعلام الحكومة الصومالية، ضد حركة الشباب المجاهدين، حيث تحول تركيزهم إلى الحملة الإعلامية بعد فشلهم في الحملة العسكرية.

الحرب الإعلامية وخطرها على العقول

 

كشف الإصدار في مقدمته عن الأساليب التي يستخدمها الغرب لتشويه الإسلام والمسلمين، واستشهد بمقطع صوتي للشيخ أنور العولقي، الداعية اليمني الأمريكي، الشهير الذي قتل في قصف أمريكي في اليمن، حيث ذكر الشيخ في كلمته المعروضة في الإصدار، كيف أنشأ الصليبيون مراكز فكرية ووسائل إعلام بهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين وقال: “اليوم واشنطن تحاول إعادة نفسها بعد الهزائم التي لحقت بها منذ وقوع غزوات الحادي عشر من سبتيمر 2001م، وبدأت الحكومة الأمريكية حربا سياسية شرسة لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الباردة، وبدأت وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون بتدشين وسائل إعلام ومراكز دراسات فكرية، وتنفق واشنطون عشرات الملايين من الدولارات في حملة ليس الهدف منه فقط التأثير على المسلمين بل يتعداها حيث تريد أن يكون لها تأثير على الإسلام نفسه”.

 

 

واستشهد الإصدار باقتباس من دراسة بعنوان: “سرقة دفتر خطط القاعدة” لمكافحة الإرهاب، لأكاديمية الولايات المتحدة العسكرية، جاء فيه:” يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تمول الحملات الإعلامية التي تركز على قلب الرأي العام للمسلمين ضد الجهاديين ولكن بدرجة منخفضة جدا وبطريقة غير مباشرة  … من الضروري أن تعمل الولايات المتحدة خلف الكواليس، حملات مثل تلك المذكورة أعلاه يجب أن تدار بعناية من قبل المحترفين الذين يستخدمون بعض نفس المعلومات والاستراتيجيات والمنظمات الممتازة، التي تم توظيفها من قبل الولايات المتحدة بشكل فعال في الحرب الباردة “.

 

 

ونقل الإصدار أيضا كلمة للشيخ مصطفى حاجي إسماعيل هارون، وهو من علماء الصومال البارزين، يشرح فيها مخططات الغربيين عبر وسائل إعلامهم، ومحاولة تأثيرهم وسيطرتهم على أفكار المسلمين حيث قال:”أستطيع أن أقول أن الصومال تم احتلالها عبر بث تبثه إذاعة هيئة الإذاعة البريطانية لمدة نصف ساعة فقط، وخلال نصف الساعة هذه تم احتلال أفكار الصوماليين وحتى رؤيتهم وطريقة تحليلهم، ونقول إن وسائل الإعلام صارت خطرا على عقول البشر”.

 

 

وكان مالكوم إكس (الحاج مالك شاهباز) حاضرا في هذا الإصدار حيث استشهد بكلمته التي قال فيها:” عالم الصحافة مثل الصحافة الأمريكية يجعل الضحية تبدو وكأنها المجرم، ويجعل المجرم يبدو وكأنه الضحية. لا تعتقد أن هذا ممكنا أن يؤثر أحد على ذهنك. ولكن إذا كانت الصحافة قادرة على تصوير شخص كمتطرف، فلا يهم ما يقوله هذا الشخص أو يفعله، فسيصنف من ذلك الحين من قبل العامة كمتطرف”.
وانتقل الإصدار للاستشهاد بقول  لورنس ويلركسون، المدير السابق للوزارة الخارجية الأمريكية حيث قال: “عليك أن تتأكد من أن وسائل الإعلام تحصل على الأخبار الصحيحة، إذا فما هو الخبر الصحيح؟ هو الخبر الذي تنشره أنت وليس الخبر الصحيح في أرض الواقع، وهو الخبر الذي تنشره وسائل الإعلام كما تريده أنت، وهكذا علمنا جنودنا”.

 

 

وعرض الإصدار اقتباسا من الاتصالات الإستراتيجية لعمليات السلام: معلومات حرب الاتحاد الأفريقي ضد حركة الشباب المجاهدين. لبول دي ويليامز، جاء فيه: “هذه المادة تحلل تجارب بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) باعتبارها دراسة حالة لهذه المشكلة. على وجه التحديد، تفحص تكنولوجيا المعلومات كيف حاولت الأمم المتحدة ملأ الفراغ عن طريق التعاقد مع مجموعة من الشركات الخاصة المعروفة باسم “فريق دعم المعلومات للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي” (IST)  لشن حملة إعلامية استراتيجية ضد حركة الشباب .. هذه التحديات والقيود التي تم إنشاؤها من الفرص الضائعة للإضرار بسمعة حركة الشباب”.

 

حربة إعلامية يشنها الغربيون والأفارقة على الصومال منذ أكثر من 15 سنة

 

وانتقل الإصدار بعد هذه المقدمة، إلى تناول الحرب الإعلامية التي يشنها الغربيون والأفارقة ضد حركة الشباب المجاهدين في الصومال والمستمرة منذ أكثر من 15 سنة، وخلال هذه الحملة أنشأت القوات الإفريقية وسائل إعلام تتحدث باسمها، حيث تنشر عبرها مخططاتها وأفكارها ضد الإسلام والمسلمين، وقال “سيمون ملوغو” النائب السابق لقائد القوات الإقريقية في الصومال في كلمة نقلها الإصدار: “على وسائل الإعلام الإسراع في تنفيذ مخططات هذه الحملة العسكرية، وليست مهمتهم فحسب أن يتم إضعاف حركة الشباب بل الأهم من ذلك أن ننجح في معركة كسب عقول الصوماليين، والنجاح في هذه المعركة هو الذي يحدد من الفائز ومن الخاسر بحق، وعلينا أن نكسب قلوب الصوماليين وأن نغير ما يعتقدونه الآن إلى ما نريد أن يعتقدوه ويفكروا به”.

 

 

وكشف الإصدار كيف ينفق الغرب ملايين الدولارات في تدريب الصحفيين الصوماليين لينشروا الأخبار التي تشوه صورة حركة الشباب المجاهدين، ونشر الفسق والفاحشة لتغيير أخلاق الشعب الصومالي المسلم.
وفي هذا الصدد نقل الإصدار قول أحد الصحفيين الصوماليين الذين تلقوا التدريبات من الأمم المتحدة يقول فيه: “هذا التدريب ضمن برنامج يموله الاتحاد الأوروبي تحت شعار “الإعلام من أجل السلام”، وهذا المركز سيكون مركز تدريب للصحفيين الصوماليين ووكلاء المجتمع المدني”.
بينما قالت صحفية أخرى ممن تلقوا التدريبات: “في الحقيقة نحن نشكر هيئة الأنصوم في هذه التدريبات التي تلقيناها وكانت تدريبات جيدة جدا”.

 

 

وقال صحفي آخر:” نحن نشكر ونثمن جهود الأنصوم في هذه التدريبات، وهذا التدريب كان مختلفا عن التدريبات السابقة، فالصحافة هي أم الديمقراطية، فإذا كانت الصحافة تعلم اليوم كيفية تغطية الانتخابات فهو تطور مهم جدا”.

 

 

وجاء في اقتباس عرضه الإصدار من تقرير مواجهة إعلام حركة الشباب وآليات التوظيف في جنوب ووسط الصومال:”توفير التدريب والدعم إلى وسائل الإعلام المحلية التي تغطيتها عن الأخلاق بشأن حركة الشباب كي تسلط الضوء على “عهد الإرهاب”.
وكذلك تلقى الصحفيون العاملون في وسائل إعلام الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، تدريبات من قبل الهيئات الغربية حيث تدربوا على كيفية نشر الأخبار الكاذبة ونشر الإشاعات ضد حركة الشباب المجاهدين بعد هزيمة الميليشيات الحكومية في حربهم العسكرية ضد المجاهدين، ويقول نائب وزير الإعلام الصومالي “عبد الرحمن يوسف”: “أعتقد بأن هذه التدريبات التي نتلقاها من قبل قوات أتميس جاءت في الوقت المناسب لأن بلدنا يواجه الآن حربا ضد الإرهابيين، لهذا فإن هذه التدريبات تساعدنا في إدارة حملتنا الإعلامية وتوجيهها”.

 

 

وعرض الإصدار تغريدة للسفارة الأمريكية في الصومال جاء فيها:” مع العلم أنهم يخسرون عندما يقاتلون أمن الصومال، قوات الشباب الخوارج تلجأ إلى قتل المدنيين العزل. هم قوة متناقصة وهم يعرفون ذلك، وشعب الصومال وقادته سينتصرون”.
وفي اقتباس آخر لدراسة لمؤسسة راند عن “هزيمة الجماعات الإرهابية”، جاء فيه: “الفوز في حرب وسائل الإعلام بتسمية الإرهابيين باسم المجرمين مهم بشكل خاص، وافتراضيا من المستحيل القيام به في مواجهة استراتيجية قائمة على القوة العسكرية”.

 

الإقرار بالهزيمة العسكرية واللجوء إلى حملة الكذب والتضليل

 

وكشف إصدار مؤسسة الكتائب عن مقاطع لمسؤولين صوماليين وهم يقرون بهزيمتهم في الحملة العسكرية وأنهم لجؤوا إلى الدعاية والكذب ليشوهوا سمعة المجاهدين، حيث قال الرئيس الصومالي السابق محمد عبد الله فرماجو: “كنا نحاول رفع معنويات الصحفيين الذين يعملون في الإذاعة وكنا نشجعهم لأنهم كانوا آلة مهمة في حربنا ضد المتطرفين وكانوا يقولون ما لا يمكن لأحد أن يتجرأ عليه الآن وهو أنهم كانوا يقولون عنهم بأنهم خوارج، وكانوا يخوضون حربا إعلامية أخطر من الحرب العسكرية، لأن الدعاية جزء من الحرب”.

 

 

ومن جانبه قال مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي “حيسن شيخ علي”: “على الحكومة إن أرادت أن تفوز بهذه الحرب أن تركز على الجانب الإعلامي وأن تختار وتستخدم الصور والكلمات التي يمكن أن يكون لها تأثير في أوساط الشعب لتظهر الحكومة نفسها بأنها هي من تقول الصدق، وفي الحرب الإعلامية لا يمكن الاستغناء عن الكذب”.
وعرض الإصدار اقتباسا من تقرير معلومات عن أرض الصومال: وسائل الإعلام والصحافة”، جاء فيه: “هناك القليل من الشك في أن جودة الكثير مما يتم نشره في وسائل الإعلام الصومالية لديه نقاط ضعف. كالتشهير والتضليل، الثرثرة، والبروباغاندا حولنا، وفي هذا الإعلام لا توجد مدونة للأخلاقيات أو قواعد أخلاقية عامة”.

 

 

وفي اقتباس آخر نقله الإصدار من تقرير لـمؤسسة الصحافة الحرة غير محدودة، بعنوان “إعداد التقارير المستقلة في الصومال: ممكن … ربما”:”ما يقرب من جميع تقارير وسائل الإعلام في البلد منحازة ومشوهة. بعد كل شيء، أنت لا تعض اليد التي تطعمك. هذا يعني أن الناس في الصومال ليس لديهم وصول موثوق وواقعي للمعلومة”.
وعرض الإصدار أيضا تقارير نشرتها هيئات غربية، تذكر فيها أن وسائل الإعلام الصومالية تنشر الكذب، وتسلط الضوء على ضعف وانعدام نزاهة الإعلام الصومالي، كما عرض الإصدار ما يؤكد صحة ما أكدته التقارير الغربية حول الإعلام الصومالي، حيث قال مدير التلفزيون الصومالي شرماركي محمد ورسمي: “أنا أعمل وفق مواقف الوزير فإن قالت الحكومة في تصريح لها بأن حركة الشباب ليست جماعة إرهابية فنحن نقول الشيء نفسه”.

 

 

وبدوره قال الصحفي “يوسف كينان”: “دخل في الصحافة كثيرون ممن لم يتعلموا شيئا ومن يئسوا من الحياة والعاقين وأمثالهم، ونحن نقول أن مهنة الصحافة في الصومال اليوم صارت هي المهنة التي لا تحتاج إلى متعلم، فيمكن لشخص لا يقرأ ولا يكتب أن ينضم إليها وهذا ما لا يقبله العسكر حتى، والمشكلة أن من يملكون المحطات الإعلامية ليسوا متعلمين ولا يريدون أن يوجهوا الصحافة إلى الطريق الصحيح، فكلهم يبحثون عن مصالح شخصية سواء كانت مصالح مالية أو مناصب حكومية، فيمكن لمالك محطة إعلامية أن يدمر محطته لأجل الحصول على منصب وزاري فيسب الناس ويفتري عليهم”.

 

الاعتراف بانتصار حركة الشباب المجاهدين إعلاميا

 

وعرض الإصدار اعترافات مسؤولين حكوميين وهيئات غربية بأن إعلام حركة الشباب المجاهدين أقوى وأنزه من إعلام الحكومة الصومالية، وفي اعتراف صريح قال الرئيس الصومالي السابق محمد عبد الله فرماجو: “إذاعة حركة الشباب كانت نشطة وفعالة وكنت أعمل مقارنة ما بينها وبين إذاعتنا فكانت إذاعتهم هي الأقوى”.
وقال مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي حسين معلم: “الإصدارات التي نشرتها حركة الشباب هي إصدارات بذل فيها وقت وجهد كبير وهي متطورة للغاية وهذه الإصدارات تنقل الرسائل التي تحملها بسهولة، وهذه حرب مهمة لسرقة عقول الناس ولها تأثيرها، وحركة الشباب أعطت هذه الأمر أهميته وقد فازت بها وانتصرت على خصومها”.

 

 

 

من جانبه، قال كريستوفر أنزالون، مدرس في الجامعة ومحلل في شؤون القرن الإفريقي: “إعلام حركة الشباب يتميز عن باقي الإعلام الجهادي، فمثلا يشنون هجوما على قاعدة للقوات الإفريقية، ثم بعدها تقول أميصوم أنهم لم يتعرضوا لهجوم ولم يقتل منا أحد، وحركة الشباب تكذب، ثم بعدها تقوم حركة الشباب بعرض الصور وأدلة مرئية تحمل وثائق تثبت صحة ما يقوله الشباب”.

 

تكميم الأفواه للتغطية على الفشل العسكري والإعلامي

 

وفي نهاية هذه الحلقة الأولى من الإصدار تم تسليط الضوء على أن فشل الحكومة الصومالية في حملتها الدعائية والإعلامية ضد المجاهدين دفعها بعد ذلك إلى تكميم أفواه الصحافة واعتقال الصحفيين متهمة إياهم بأنهم ينشرون حقيقة المعركة التي تجري بينهم وبين حركة الشباب.

 

 

وأعلن نائب وزير الإعلام عن قرار الحكومة حيث قال: “تعلن الحكومة الصومالية ووفقا للدستور الصومالي والقوانين الأخرى مثل قانون الاتصالات بأنها منعت تماما نشر أي خبر يخص الإرهابيين وأفكارهم، فلا يمكن نشر إصداراتهم الصوتية والمرئية وصورهم ورسائلهم ونشرها يعتبر جريمة”.

 

 

كما عرض الإصدار كلمة لصالح المختار، رئيس هيئة محامي الجالية العربية في بريطانيا حيث قال فيها: “حينما تشعر الدولة أن مجرد خبر ينشر أو محطة تبث، أنه أمر يهدد أمن الدولة، فهذا يدل على ضعف هذه الدولة، وهذا يدل بوضوح على أن الحكومات تدرك أن بينها وبين شعوبها شق كبير”.
وفي نهاية الإصدار أعلنت مؤسسة الكتائب عن فحوى الحلقة الثانية من هذا الإصدار بعنوان “فذرهم وما يفترون”، ويظهر في الإعلان رئيس الصومال وهو يتوسل علماء حكومته بأن يدعموه وأن يقفوا معه حيث يقول: “اليوم أريد منكم أن تنصروا الدولة ونريد منكم أن تساعدونا بكل ما تملكون وأن تعقدوا مؤتمرا تعلنون فيه للصوماليين بأن هؤلاء (حركة الشباب) لا صلة لهم بالدين”.

 

 

الإصدار عرض باللغة الصومالية وكان ما سبق ترجمة لمحتواه باللغة العربية من وكالة شهادة الإخبارية.