إثيوبيا تصعّد في الأمم المتحدة: قرع طبول الحرب على النيل وتهديد مصر والصومال
واصل وزير الخارجية الإثيوبي تايي أتسكي سلاسي قرع طبول الحرب، معلنًا أن اتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل (CFA) على وشك الدخول حيز التنفيذ. في خطابه خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGA79)، زعم أن العديد من الدول المشاطئة قد صدقت على اتفاقية المياه وترتيبات الحكم لحوض النيل العابر للحدود، مشيرًا إلى إثيوبيا وتنزانيا ورواندا وأوغندا وبوروندي.
وأوضح أن هذا يمهد الطريق لدخول الاتفاقية حيز التنفيذ بعد 60 يومًا من قيام جنوب السودان بإيداع تصديقها لدى الاتحاد الإفريقي. وادعى سلاسي أن إثيوبيا ستعمل مع دول حوض النيل لتحقيق مبادئ الاتفاقية والاستفادة الكاملة من إمكانات نهر النيل.
وبالإشارة إلى مصر والصومال، دعا سلاسي ما وصفهم بـ”الفاعلين” إلى التوقف فورًا عن أعمالهم المتهورة في منطقة القرن الإفريقي، زاعمًا أن المناورات الأخيرة للفاعلين خارج منطقة القرن الإفريقي ستجلب الخطر إلى المنطقة.
وبعد مطالبته بوقف هذه التصرفات المتهورة على الفور، دعا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بما أسماه بالخطر الوشيك الناجم عن هذا التصرف غير المسؤول، واتخاذ تدابير ملموسة لمنع فقدان المكاسب التي تحققت بصعوبة في مكافحة ما يسمى الإرهاب في القرن الإفريقي.
كما أشار إلى أن المناورات الأخيرة للفاعلين من خارج منطقة القرن الإفريقي تقوض هذه الجهود. وأضاف: “أنا واثق من أن الحكومة الصومالية ستعترف قريبًا بالتضحيات التي قدمناها لتحرير الصوماليين من قبضة الجماعات الإرهابية”. في إشارة إلى حركة الشباب المجاهدين التي لا تزال عصية على إثيوبيا والحكومة والتحالف الدولي.
ودافع سلاسي عن مذكرة التفاهم (MoU) التي وقعتها إثيوبيا مع إقليم صومالي لاند الانفصالي، مؤكدًا أنها تستند إلى الوضع السياسي الحالي في الصومال. وقال: “ليس هناك أي سبب يدعو الحكومة الصومالية إلى تأجيج العداء، وهو ما يسعى بوضوح إلى التغطية على التوترات السياسية الداخلية”.
وتابع: “لا يمكن ربط اسم إثيوبيا بأي من هذه الاتهامات. بل أدعو الحكومة الفيدرالية الصومالية إلى التوحد في القضاء على الجماعات الإرهابية التي تسبب الفوضى والمعاناة لشعوب المنطقة”.
تعكس هذه التصريحات محاولات إثيوبيا للهروب إلى الأمام، ساعيةً إلى أن تموضع نفسها كقوة مهيمنة في منطقة القرن الإفريقي على حساب مصر والصومال، متجاهلةً مطالبهم بشأن مياه نهر النيل واحترام سيادة الصومال على أراضيها.
إن اعتماد إثيوبيا على هذا الخطاب القديم والمفروض يدل بوضوح على عزمها تصعيد الصراع في المنطقة وفرض الأمر الواقع بالقوة، مما سيؤدي إلى عواقب سلبية للغاية على مصالح مصر والصومال.