أزمة اقتصادية خانقة تعيشها إثيوبيا مع استمرار الحرب الأهلية
أعلنت شركة عملاقة عن صعوبات مادية تضطرها إلى إغلاق أبوابها في إثيوبيا، بعد شركة “إثيو ليز”.
وأعلنت شركت موها سوفت درينك، عن انهيارها بسبب النقص الحاد في العملة الأجنبية. وهي الشركة التي توفر مشروبات بيبسي الشهيرة بما فيها ميراندا وسيفن أب بالإضافة إلى المياه المعدنية الغازية “كول”.
وسلط رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الضوء على هذه الأزمة خلال زيارته للسعودية، حيث ناقش مشاكل العملة في بلاده.
واتخذت شركة موها سوفت درينك الخطوات اللازمة لإغلاق عملياتها في جميع مرافق الإنتاج الخاصة بها، مما قد يؤدي إلى توقف ما يقرب من 8000 موظف عن العمل.
وقالت مصادر مجهولة مطلعة على الأمر لصحيفة ريبورتر، إن النقص الحاد في العملات الأجنبية أدى إلى شل عمليات شركة التعبئة التي لم تتمكن من استيراد المدخلات الحيوية مثل الشراب والزجاجات والصناديق وقطع الغيار لآلات الإنتاج الخاصة بها.
وتأسست الشركة، وهي عضو في MIDROC إثيوبيا، في مايو 1996. وهي تدير ثلاثة مصانع في أديس أبابا، وخمسة أخرى في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك حواسا وميكيلي.
وأوضح مصدر بحسب الصحيفة، أن الإنتاج توقف بشكل كامل في جميع المصانع الثمانية خلال العام الماضي. وكشف المصدر أن الشركة تقوم بتزويد السوق بمنتجات من مخزونها الذي نفد الآن. حيث ” لم تتمكن الشركة من تلبية طلب المستهلكين خلال الأشهر الأربعة الماضية” بحسب المصدر.
وأكد المصدر أن أي منتجات موها التي يتم بيعها حاليًا في السوق إا مزيفة أو تجاوزت تاريخ انتهاء صلاحيتها، مما يثير مخاوف بشأن الصحة والجودة.
وبحسب المصدر، فقد اضطرت شركة التعبئة أيضًا إلى ترك قوتها العاملة الهائلة. وبحسب المصدر، فقد أكثر من 8000 موظف وظائفهم أو استقالوا من وظائفهم في الموحا خلال العام الماضي.
وكشف المصدر أن من يشغلون مناصب إدارية يغادرون إما عن طريق الاستقالة الطوعية أو الاستغناء عنهم.
ولجأ موظفو موها، الذين زعموا أنهم لم يحصلوا على إشعار مناسب أو تعويضات نهاية الخدمة المدفوعة، إلى اتحاد نقابات العمال الإثيوبية (CETU) للحصول على المساعدة.
وأجرى كاساهون فولو، رئيس نقابات العمال الإثيوبية، مناقشات مع إدارة موها خلال الأسبوع الماضي. وقال مصدر لصحيفة ريبورتر، إن المحادثات أسفرت عن “إشارات إيجابية”، تلمح إلى حل محتمل للموظفين المحاصرين.
ولم يرد جيتاتشو بيربو، المدير العام لشركة موها للمشروبات الغازية، على استفسارات الصحيفة.
وبحسب ما ورد يقوم اتحاد النقابات العمالية بصياغة نداء إلى الشيخ محمد حسين العمودي، المساهم الرئيسي في شركة موها للمشروبات الغازية، نيابة عن موظفي الشركة.
وهي ليست الوحيدة التي تتطلع إلى رجل الأعمال طلبًا للمساعدة، حيث ورد أن رئيس الوزراء آبي أحمد ناقش مشاكل العملة الأجنبية الملحة في البلاد مع الشيخ خلال رحلة قام بها مؤخرًا إلى السعودية.
وبحسب ما ورد أبلغ الملياردير رئيس الوزراء بأنه لن يقوم بتحويل أي استثمارات بالعملة الأجنبية إلى إثيوبيا بسبب مخاوف أمنية، وفقًا لمصدر في فريق الإدارة العليا في موها.
وأشارت تقارير لمحاولة آبي جذب المستثمرين الأجانب إلى بلاده خلال زيارته للسعودية، بأنها لم تلاق الاستجابة المنشودة، حيث كان الرد بعدم إمكانية الاستمثار بالعملة الأجنبية في إثيوبيا خشية المخاوف الأمنية.
وتأتي هذه الأزمة في وقت وصل فيه التضخم في إثيوبيا إلى نسبة 48% سنويا، حيث تعاني الحكومة المركزية الاثيوبية من عجز في ابتكار حلول اقتصادية مجدية، وحتى إن توقفت الحرب الدائرة حاليا مع الأمهرة، فإن إثيوبيا بحاجة لانتعاش اقتصادي يخفض التضخم المهول.
ويرى مراقبون أن حديث آبي الأخير عن ضرورة الحصول على موطئ قدم على الساحل، يدفعه جزئيا الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، كما يقول المثل الذي يردده العفاريون “الأمة التي لا منفذ لها على البحر مثل من لا كبد له”، إلا أن طمع آبي في سواحل المحيط الهندي والبحر الأحمر، يهدد باندلاع حرب إقليمية في شرق إفريقيا تزيد من تأزيم الوضع الاقتصادي وتهدد بطول معاناة إثيوبيا.